الولع الجنسى بالاطفال البيدوفيليا

Author د. محمد احمد خطاب
Publisher مكتبة الانجلو المصرية

---

يعود تاريخ اضطراب الولع الجنسي بالأطفال "عشق الأطفال - البيدوفيليا" Pedophilia إلى زمن بعيد، حيث ُوجدت العديد من الرسوم والنقوش في الآثار الاغريقية والفرعونية والرومانية والفارسية والصينية القديمة تدل دلالة قاطعة على وجود هذا النوع من الممارسات. لقد بلغ الشذوذ الجنسى قمة إزدهاره على يد الإغريق وقد ذهب بعضهم إلى أن الإغريق كانوا يعتبرون عشق الغلمان وسامًا يضعه هؤلاء الرجال على صدورهم وكانو يحتقرون الرجل الذى يفشل فى إجتذاب الغلمان إليه، ومع ذلك يجب التذكير كذلك أن العلاقة بين الرجل والغلام كانت أكثر من علاقة جنسية بحته بما أنها كانت كذلك علاقة روحية وأخلاقية أيضًا وهو ما كان يدعوا إليه أفلاطون والذى لم يكن يدن الجنسية المثلية بما هى كذلك، وهنا يتحقق قول الشاعر الألمانى "جوته" الذى قال : " إن عشق الرجال للغلمان قديم قدم الإنسان" . وفي الآونة الأخيرة أصبحت قضية الاعتداء الجنسي على الأطفال (البيدوفيليا) موضوعًا يحظى باهتمام متزايد ووعي وقلق من جانب المجتمع السيكولوجي والسيكاترى "الطب نفسي"، والمجتمع ككل، وقد أدى تزايد التعرض الإعلامي، والقوانين الجديدة للكشف عن الجرائم الجنسية، ونتيجة لهذا الوعي المتزايد، فمن المهم للأطباء أن يفهموا شخصية القائم بالاعتداء الجنسي على الأطفال، ومعدل حدوثه، وخصائص البيدوفيليين والأطفال الذين تعرضوا للاعتداءات الجنسية، وطرق الوقاية والأساليب العلاجية لهذا الانحراف. وبالاضافة أيضًا لما سبق ينبغي العمل على تثقيف الأهل وخاصة ممن لديهم أبناء تعرضوا للإيذاء الجنسي من قبل بالغين وراشدين، وفي ذات الوقت تشجيع الباحثين في المجال السيكولوجي والسيكاتري للبحث عن الأسباب التى تكمن وراء اضطراب الولع الجنسي بالأطفال، وهو ما يتناولة الكتاب تفصيليًا.